أمريكا والشيخة موزة يعزلان أمير قطر وينصبان ابنه


أعلن الديوان الأميري في قطر، أن أمير البلاد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، سيلقي اليوم الثلاثاء، خطاباً يعلن فيه تنحيه عن السلطة لصالح نجله ولي العهد، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حيث أبلغ الأسرة الحاكمة وأعيان البلاد وأهل الحل والربط، قراره تسليم السلطة إلى نجله ولي العهد وفق ما تناقلته أمس، الوكالات وموقع "الجزيرة نت" المملوكة لقطر. في حين أكدت وكالة الأنباء القطرية الرسمية "قانا" الخبر، وأفادت بأنه تقرر اعتبار هذا اليوم عطلة رسمية في الدولة.
وكان دبلوماسيون قد صرحوا هذا الشهر أن الشيخ حمد أمير قطر 61 عاما، يرغب في تسليم منتظم وسلس للسلطة، يشمل أيضا استقالة رئيس الوزراء ووزير الخارجية، الشيخ حمد بن جاسم بن جبر الثاني، مع بقاء الشيخ حمد على رأس هيئة قطر للاستثمار، بوصفها صندوقا سياديا تحت تصرفه موارد ضخمة يعيد تدوير عائدات قطر من الغاز، وقالت نفس المصادر إنها فهمت أن الدافع وراء ذلك رغبة القيادة في انتقال سلسل للسلطة لجيل أصغر.
غير أن مهتمين بالشأن القطري ذهبوا إلى أن تنازل أمير قطر، لولي العهد لم يكن بإرادته أو وفق تقديره، وإنما بضغط من واشنطن، التي تكون قد قررت إنهاء دوره في المنطقة، وفي ترقية مشاريعها السياسية والاقتصادية في الشرق الأوسط، ويرشحون استخلافه بدور جديد للمملكة السعودية، وخاصة في الأزمة السورية، كما تحدثوا عن دور فاعل للأميرة الشيخة موزة، في هذا التطور العائلي والمفاجئ، خاصة وأنه يحدث وسط منظومات حكم ملكية عادة ما تنتهي بالوفاة أو العجز، وأنها أرادت أن تطمئن على ابنها وأن ينتقل الحكم إليه بعيدا عن أي صراعات أو مغامرات انقلاب، وهو موقف ينسجم مع نشاطاتها العديدة التي جعلت منها رمزًا للزوجة المشاركة في الحكم وفي هموم الأسرة المالكة، والمناضلة من أجل حقوق المرأة في العالم العربي، فضلا عن نشاطها في فعاليات خيرية مع ولي العهد البريطاني، الأمير تشارلز.  
ويذكر أن الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، من مواليد عام 1980، وهو الابن الرابع للأمير الثاني له من زوجته الشيخة موزة بنت ناصر المسند، عين وليا للعهد في 5 أوت 2003، ومنذ ذلك الحين برز على الساحة المحلية والإقليمية والدولية، حيث يشغل منصب نائب قائد القوات المسلحة ورئيس اللجنة الأولمبية، كما شارك ومثّل بلاده في عدد من المؤتمرات الإقليمية والدولية.
وتولى الشيخ حمد، مقاليد الحكم في دولة قطر بعد انقلاب أبيض في 27 جوان 1995، حيث استغل غياب والده في زيارة إلى أوروبا، وساهمت السياسة التي انتهجها في تغيير معالم دولة قطر داخليا وخارجيا، وتحولت إلى دولة عصرية، لعبت أدوارا هامة محليا وإقليميا ودوليا، ولعل أبرز ما يذكر في هذا الشأن، دورها المحوري في اندلاع ثورات الربيع العربي وإدارته، حيث وقف أمير قطر علانية، وفي مواقع متقدمة إلى جانب "الثورات"، ولعبت أيضا دورا محوريا في تعامل الجامعة العربية معها، وخاصة مع نظامي القذافي وبشار الأسد.

المصدر: الشروق الجزائرية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق